تنتظر الإمكانيات؟ حظًا موفقًا في ذلك

12 يوليو 2024
Aya Baqais's studio
تنتظر الإمكانيات؟ حظًا موفقًا في ذلك

نشرت قبل فترة فيديو على حسابي بالإنستقرام مع عنوان ( جنون العظمة هو لما أنزل فيديو والكل يحسبه بالبداية مأخوذ من فيلم بس أنا مصورته بالبيت وأعطي دورة تصوير توصلكم لهالمرحلة من الإحترافية ). الفيديو لقي إنتشار واسع ومع إنتشاره لاحظت سلوك غريب من مجموعة من الناس. وهما مجموعة ناس قاعدين يحاولوا يقنعوني إنو النتائج الناجحة إلي وصلتلها سببها الإمكانيات المتوفرة عندي.


وعشان أكون محددة أكثر وصلني هالتعليق: "مو بس الإضاءة والجودة والكاميرا إلي ساعدوك المكان ساعدك برضو." وقتها شاركت رأيي تجاه الموضوع بالستوري وكثير منكم طلب مني أثبت الموضوع في الهايلات أو أتكلم عنه أكثر في المدونة. واليوم بالمقالة وبالصور وردًا على هذا التعليق وأشباهه رح أثبت لكم إن الإمكانيات تطلع منكم إنتو مو العكس.


أولاً: حقيقة الإمكانيات


في مفهوم غلط وشائع عند الناس وهو إنهم يعتقدوا إنو [ الأدوات، البيئة، المادة، إلخ.. ] هيا إلي تطلع النتيجة النهائية المبهرة زي نوع [ الكاميرا، العدسة، الإضاءة وحجمها، شكل وديكور المكان، إلخ.. ] لكن خلونا نتخيل مع بعض شخص عنده أحدث جوال بسعر وقدره بأحدث تقنيات التصوير هل هذا يضمن إنه مصور محترف وفنان؟ أكيد لأ. وإذا لسا مو مقتنعين أكتبوا أجمل مكان شفتوه في حياتكم في Google reviews وشوفوا الصور بنفسكم، هتلاقوا إلي صورته زاويتها مو حلوة، مافيها فوكس، مايلة، ما تعرف إيش يصور بالضبط، وإلي صورته فيها كل خلق ربي بالخلفية وفيها مليون مشتت وعنصر بالصورة يخليكم ما تعرفوا فين تركزوا بالضبط.


وفي ناس تعطيكم نتائج عكس دا كلو تمامًا وإذا شفتوا صورهم تتحمسوا تزوروا المكان. والفرق بين هذه المجموعتين إن أصحاب المجموعة الثانية حاطين جهد في تعلم أدوات وأساسيات التصوير زي [ سرعة الغالق، الأيزو، فتحة العدسة، الفوكس، التكوين، إلخ..] وعرفوا كيف يطلعوا أقصى إمكانيات أجهزتهم.


بإختصار، تعرف تستخدم أدوات كاميرتك؟ هتعرف كيف تطلع أعمال بجودة عالية. أما إذا ما تعرف كيف تستخدم أدوات كاميرتك؟ ما هتعرف كيف تطلع أعمال بجودة عالية.


ثانيًا: حقيقة الإضاءة


أنا بيتي أرضي، يعني بكلمات ثانية ما تدخله شمس أبدًا، والإضاءة إلي تشوفوها بفيديوهاتي إصطناعية. إذا أنا ما أتحركت وجمعت فلوس وأخترت إضاءة مناسبة ليا وبعدها أتعلمت كيف أستخدمها بالمستوى والطريقة الصحيحة وطورت من نفسي بإستمرار، مستحيل كنت هقدر أسخرها لخدمتي ولأفكاري. أتخيلوا فيديوهاتي إذا ما أتحركت وأتخذت هذا القرار إلي يحل ليا هذه الأزمة وماحطيت وقت وجهد عشان أتعلم كيف أستخدم هالإضاءة؟ كنت هفضل جاهلة وكنت هستنى كل الظروف تكون مناسبة عشان أصور شي كويس.


ثالثًا: حقيقة المكان


طبعًا دا أكثر شي يضحك وهو إنو المكان إلي تشوفوه بفيديوهاتي ماله وجود، إيوا والله.. ماله وجود. هالمكان أسويه من الصفر كل ما يكون عندي تصوير. أشتري مفارش، صحون، وكاسات وملابس وكل شيء يظهر بفيديوهاتي وأستخدمهم للتصوير فقط. وعندي رفوف بالبيت فيها كل هالأشياء وما أستخدمها إستخدام شخصي أبدًا. وبمجرد ما أخلص التصوير أرجعها لمكانها. وأتوقع هذه النقطة أكثر شيء يدحض التعليق ويثبت إنو تقدر تبدع وتطلع أعمال بجودة ممتازة بأقل الإمكانيات والمواد.


هذه بعض الكواليس من فيديو [ the path not taken ]


قبل التصوير بيوم أو يومين يكون في تخطيط وترتيب للتصوير بشكل كامل. وهنا كنت أرتب شكل اللوحة النهائي للفيديو عشان وقت التصوير أعرف كيف أرتبهم بالطريقة المطلوبة.



هالصورتين من أثناء التصوير، شايفين البساطة؟ مجرد مفرش كان على الأرض وتتوسطه اللوحة. وهالحوسة كانت كلها جمبي وأنا قاعدة أصور عشان تكون قريبة مني وأنا أرتب اللوحة والكاميرا بتصور.



وهذه بعض الكواليس من فيديو إطلاق دورتي التدريبية للتصوير الفوتوغرافي [ aya's photography masterclass ]


كل فيديو كان بمثابة مشروع مختلف. والفكرة من إعلان دورتي كانت على أساس إنها قضية أستمرت 8 شهور ولما أقترب الحل كل النقاط أتوصلت ببعضها.



وزي ما تشوفوا أشتريت طبعات ومسرح جريمة كامل. بس بعدين قلت تكفي لوحة القضية؛ لأنو كان هالفيديو مهم ليا وماكنت أبغا بعد ما أنزله الإنستقرام أو التيك توك يشيلوه بسبب منظر الدم ويصنفوه كمحتوى حساس فلغيت الفكرة.



بعض الكواليس من الفيديو المشهور [ morning's pancakes ]


كان يميدني بالفيديو أوريكم كل هالتفاصيل المشتتة وكل هالكاسات وأستخدم الأشياء من عبواتها الأصلية. بس في جهد وتنسيق بالفيديوهات وكل مكون كنت أحطه بصحن ملائم لطابع الفيديو عشان أحافظ على أسلوبي الجمالي. شايفين لوحة التحقيق بالصورة باليمين عالكنبة؟ كنت أجهز لها كمان وقتها ليا مدة.



ما أتخيلتوا المكان بس كذا صح؟ بس هو في الحقيقة مرة بسيط. وحقيقة مضحكة أكثر حتى البانكيك إلي طلع بالفيديو كان محضر قبل التصوير بيوم، بس كان لسا طالع فريش ولذيذ لدرجة طلباتكم على الوصفة ما وقفت ونزلتها بالمدونة.



وإلي شفتوه دا يسمى [ فن، وإبداع، ومثابرة ] وهو إنو تستخدموا الإمكانيات إلي عندكم وتبدعوا بإستخدام إلي حولكم. لأنو مو ضروري تشتروا أغلى كاميرا أو أغلى إضاءة عشان تطلعوا بأعمال جودتها عالية. لا الكاميرا ولا الإضاءة ولا المكان كان هيسوي هذا بدالي كله. وعلى فكرة حتى إذا أتماشيت مع التعليق وأعطيت صاحبها كل إلي عندي من أدوات وإمكانيات صعب يقدر يستنسخ أسلوبي ويطلع بأعمال طبق الأصل مني من ناحية الأفكار والجودة والنتائج النهائية؛ لأنه ببساطة ماعنده خبرتي والمعلومات الكافية إلي أستخدمها في صناعة محتوايا ولا يملك مذاقي الشخصي. فالإمكانيات من دون مهارة وخبرة مالها فايدة.


هالسلوك الغريب.. وهو إنو نطلع أعذار وأسباب ليش في أشخاص ناجحين دايمًا ألاحظه من الناس لما أعترف بمهاراتي وقدراتي. وألاحظه كمان عند ناس غيري نساء ورجال والناس يكتبولهم تعليقات زي : " بفلوس زوجك " أو " أصلاً عيلته تجار وأغنياء" وهالكلام. مارح أذكر أسماء محددة وأتوقع تقدروا وإنتو بتقرأوا كلامي تفكروا في ناس محددين وكيف كل ما أتكلموا عن خبراتهم أو نجاج علاماتهم التجارية تلاقي أصحاب هذا السلوك الغريب يحاولوا يطلعوا أعذار لسبب نجاحهم. والأدهى والأمر إلي يكتبوا: " إذا كانت عندي فلوسه كنت هصير زيه." بس على فكرة هذا مو صح.


لأنو الإنسانة إلي عندها سيولة مادية قوية من زوجها ممكن ما تفكر تسوي فيها شي أو تصنع بيها شي ينفعها. وممكن بكل سهولة تضيعها في خرجات، وسفرات وشنط وماديات وأمور سطحية. هيا ربي رزقها بهذا الإنسان ووضعه زي وضع أي مستثمر قرر يدعهما في فكرة مشروعها. وهي عرفت كيف توجه هذه الإمكانية إلي أعطاها هيا زوجها وحولتها لفرصة عظيمة لها.


وحتى الإنسان إلي طالع من عيلة تجار وأهله مبسوطين وأغنياء، ممكن ما يفكر يستفيد من علاقات وإمكانيات عائلته وبرضو يقضيها صرف في فلوس أهله أو في شيء حرام ويهلك نفسه. يعني إحنا نتيجة إختياراتنا. وأحيانًا في ناس تكون عندهم إمكانيات لانهائية لكنها بدون قيمة لأنهم ما عرفوا كيف يسخروها بالشكل الصحيح ويحققوا أقصى إستفادة منها.


وللمعلومية، مو ضروري الشخص يذوق الأمرين ولازم ينرفض 100 مرة عشان ينجح ونسميه ناجح. النجاح مو مربوط بعدد المحاولات، بل مرتبط بإتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب. في ناس ربي يوفقهم وينجحوا في أول محاولة وتكون جميع الظروف مهيئة لهم، وفي ناس تحاول وتجتهد أكثر وتثابر وتخسر وهالتحديات ربي يحطها أمامنا خاصة إحنا إلي نبدأ من الصفر عشان يساعدنا نكتسب الخبرة ونتخذ القرارت الصحيحة. لأنو في تحديات وصعوبات ندرك بعدها حاجتنا للإستمرار أو الإستسلام ونبحث عن طريق ثاني.


في النهاية، أتمنى إنو هذه المقالة ألهمتكم. النجاح مو بس يعتمد على الإمكانيات إلي عندكم، لكن يعتمد أكثر على إنك تستفيد من كل شي حولك وتبدع فيه. لا تخلي فكرة الإمكانيات تحبسك، أستخدم أي شي عندك وأبدع بطريقتك الخاصة. وأتذكر، القوة الحقيقية تكمن في الإرادة والتصميم، مو في إنتظار الوقت المثالي. أبدأ من الآن وأصنع نجاحك بنفسك.